الاثنين، 3 أكتوبر 2011



هل يبرر إدعاء الممانعة هذه الجرائم


لنسأل : هل وقوف نظام الأسد في خندق المقاومة ودعمه لحماس وحزب الله المقاومين لنهج الخنوع (وهي أمور نجلها ونحترمها).. هل هذا يبرر (الفيتو الأبدي) من قبل العائلة الحاكمة في سوريا على الديمقراطية، وهل يبرر هذه الصورة البشعة من القمع الدموي التي نراها تمارس يومياً في شوارع سورية وحواريها؟
هل علينا أن نجامل السيد بشار (بطل الممانعة) ونعتبر أن السوريين انتفضوا لأنهم عملاء للعدو ومناهضين لنهج الممانعة؟
هل تحول السوريون (القوميون بطبعهم) إلى ولاد ...  لمجرد أنهم طالبوا بالديمقراطية؟ في حين ظلت عائلة الأسد فقط شريفة وعروبية ومتمسكة بمبادئها؟
وهل نكفر بسوريا العروبة بملايينها العشرين كرمى لعين بطل الممانعة وعائلته الأصيلة وشبيحته وأجهزة أمنه الاحدى عشر؟
هل نربت على كتف سفاح كالقذافي لمجرد أنه لعب لحقبة دور (الأمين على القومية العربية) ليرضي نوازعه المرضية في الظهور كقائد وبطل .. مع إنه تركها بعدئذ ليمارس ألعاباً أخرى في أماكن أخرى ولنفس الدوافع؟
هل كان على الليبيين أن ينتحروا جماعياً تحت قصف طائرات القذافي المجنون وقنابل مدافعه ودباباته كي يرضى عنهم المخدوعون بالقذافي، أو المصابون بعقد مزمنة من التعامل مع الغرب؟
هل كان على الليبيين أن ينتظروا حتى تزول بنغازي من الخارطة ثم ينظروا ما يمكن فعله وبشكل يراعي مشاعر أشقاءنا الثوريين العرب الذين لم يكلفوا أنفسهم الخروج حتى  في مظاهرة واحدة (بعشرة أنفار) لا تضامناً مع الليبيين ولا مع السوريين.
إن علينا جميعاً مراجعة فهمنا للسياسة وللثورة وتفكيك الكلاشيهات القديمة التي ظلت تحكم فهمنا هذا منذ خمسينات القرن الماضي لنصنع نمطاً جديداً من التفكير والتقييم يستوعب العصر ومستجداته ومتغيراته.
إن ما فعله القذافي فقط في أشهر الانتفاضة الماضية يستحي من فعله شارون وهولاكو وهتلر مجتمعين.. وعلى الأقل لم يفعل هؤلاء مثل هذا بشعوبهم بل بمن رأوهم أعداء.
وقبل هذا .. سقانا القذافي - على مدى أربعين سنة طويلة مريرة- كؤوساً من الذل والعذاب .. وأرسلنا قرناً كاملاً إلى الورا في حين أننا نمتلك كل مقومات التقدم والعيش الكريم .. لقد انحطت كل الخدمات في ليبيا .. التعليم صارت مؤسساته ملتقى للجهلة.. الصحة أمست مجرد موطن عمل لمن لا عمل له بينما الليبيون يشدون الرحال بين تونس ومصر والاردن بعد يبيع ما يملكون لتغطية النفقات .. القمامة تملأ الشوارع والساحات.. الاعلام كان منبراً لتمجيد القائد.. المرشد .. الصقر الأوحد .. المعلم .. الفارس.. المهندس.. المجاهد.. الإمام .. الاله ..... ، الثروة النفطية كانت لخدمته وتمجيده ولرفاهية أبنائه الفاسدين ..
لقد أفقرنا هذا المجرم ليكدس أنواع السلاح تحت شعارات كاذبة مثل (التصدي لقطار الموت الصهيوني) .. فهل أطلق القذافي خلال أربعين سنة  طلقة واحدة نحو العدو الضهيوني؟ 
لقد كان يخزن تلك الأسلحة ليقمعنا بها نحن وليهدم مدننا نحن على رؤوسنا بلا رحمة.. وكذلك يفعل بشار ...
يا إخوتي .. أنني مثلكم عربي حتى النخاع، وإلى سنوات قريبة كنت عضواً في لجان القذافي الثورية (ظناً مني أنها سبيل الوحدة والتحرير والتقدم).. لكني اليوم أنصح الجميع بأعادة قراءة الدرس من خلال المستجدات .. فأهدافنا العظيمة لها مسالك أخرى لا تمر عبر أنظمة الدكتاتورية والقمع والتسلط.. والمجرمون من مدعي العروبة والقومية الذين خانوا آمال شعبهم العربي أمثال صدام ، وحافظ، وبشار ، والقذافي... هؤلاء قد شوهوا مبادئنا وتوجهاتنا وربطوها بالقمع والإستبداد والقتل والزنازين والتعذيب..  تلك الصورة الكريهة التي تناقض الغذ الذي نناضل من أجله.
وللحديث بقية..

المجد للشهداء الأطهار
المجد للشعوب
            وعلى من خانوها الخزي والعار

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011


علي الصلابي .. والأهداف الغامضة


في وقت لم يصمت فيه بعد أزيز الرصاص، ولم يتوقف بعد نزيف الدم الليبي ..
في وقت ينصت فيه العالم ويرنو إلى المشهد الليبي مندهشاً من هذه الوحدة الوطنية التي  تحدت دسائس الطاغية، ومن هذا التلاحم  الذي يهزأ بكبر مساحة ليبيا ..
وفي الوقت الذي بدأ الناس فيه يسترجعونبعض أنفاسهم بعد لهاث دام لستة أشهر طويلة ملأتها الجراح والرعب وضيق الحال..
في هذا الوقت .. وقبل حتى أن تنشأ في ليبيا مؤسسات تدير حياتنا اليومية، ولا  أن تصدر قرارات تنظم جوانبها المختلفة.. وقبل أن نجد فرصة حتى للنظر في وجوه بعضنا البعض .. لنتعارف.. ولنتبادل بعضاً من ألفاظ التحية والتآسي وشد الأزر..  لكوننا كنا (ولازلنا) في معركة حامية الوطيس على كل الجبهات...
في هذا الوقت .. تخرج بعض الأصوات الناشزة لتفسد علينا نشيدنا وزهونا بما صنعناه .. نشيداً لم نكد نبدأ ترديده ..
نعم .. نحن الليبيون طيبون .. لكن لايضنن أحد أننا سذج لا ندرك ما تحت الكلمات الناعمة .. ولا نسبر غور الوجوه المبتسمة .. إننا نمتلك صبر الحليم .. ولكننا نمتلك أيضاً غضبتة .. فليحذروا غضبة الحليم.
فيا كل صعلوك غره أن ظهر يوماً أو أكثر خلف شاشة من زجاج.. ليكرر كلمات جوفاء حفظناها ومللناها .. معتقداً أنه بتلك الطلعات قد صار فينا قائداً ومعلماً ومرشداً كصاحبنا الذي نزع الله بنا ملكه..  نقول لك:
إننا رغم الأقنعة والمسوح .. نعرف كل الوجوه.. ونعلم ما خلفها وأمامها وعلى جانبيها .. وندرك تماماً أن البعض يستعجل الوصول إلى الشرفة .. ويحاول بخبث أن يكسب الوقت فيما الليبيون منهمكون ومنهكون في معارك التحرير وورش الاعمار ومجالس لم الشمل وتضميد الجراح..
نعلم أن الجاحدين قد بدأوا يهيلون التراب على جهود غيرهم الذين كان لهم فضل زرع شجرة الثورة وسقياها كيلا توأد بينما كان هؤلاء يحاورون السفاح سراً وبدون تخويل من أجل الحصول على فتات لايسمن ولا يغني من جوع.
لقد رجونا أن يفهم هؤلاء وغيرهم أن التنافس الديمقراطي له شروط وأسس يجب إنتظار نضوجها .. وأننا الآن أمام مخاطر تقتضي وحدتنا واجتماعنا ونبذ أي خلاف فكري أو سياسي أو اجتماعي بيننا .. وأن كفكفة الدموع وتضميد الجراح ومعالجة الأضرار لها الأولوية في أجندتنا .. وأن الالتزام الديني والأخلاقي والوطني يحتم على الجميع أن ينأوا بأنفسهم عن التنابز والشقاق والصراع على الأقل إلى أن تقوم مؤسسات للدولة ويصبح فيه الليبيون في وضع يسمح لهم بتناول الأفكاروتقييم التوجهات ويتوفر لهم  دستور يحكم التنافس، ومؤسسات تديره.
إن التفويض الذي منحه الشعب الثائر للمجلس الانتقالي ولشخص المستشار مصطفى عبد الجليل والذي نال المجلس على أساسه دعم العالم  واعترافه.. هذا التفويض يظل هو المرجع الوحيد حتى موعد تأسيس المؤتمر الوطني المنتخب.
إن المجلس الانتقالي من خلال التفويض الوطني والاعتراف الدولي الذين حصل عليهما مخول وحده ودون أن يكون لأحد حق الاعتراض عليه: بتكليف من يدير شؤون الدولة المختلفة ومراقبته ومحاسبته وعزله، وإن أية استشارات يقوم بها المجلس هي عمل إختياري وطوعي ينم عن الحرص وتوخي النزاهة والشورى، وعلى الذين يتشدقون بالديمقراطية أن يعلموا أنها تبدأ بعد الدستور والبرلمان لا قبلهما .. وأنها تحسم من خلال صناديق الاقتراع لا من خلال وضع العصي في الدواليب الدائرة.
إننا نطالب المجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي بالتركيز على القضايا الملحة والهامة الموضوعة على أجندتهم وتجاهل هذه الأصوات التي لا هم لها إلا مشاكسة من يعمل ويجد لصالح الشعب والوطن.
قال تعالى :
          " فأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "
صدق الله العظيم

المجد للشهداء الأبرار
المجد للمخلصين الأطهار
العار على خونة الوطن الشعب

الأحد، 11 سبتمبر 2011


اسماعيل الصلابي، والمكتب التنفيذي

في الوقت الذي يخوض فيه شعبنا البطل بقية معارك تحرير أرضه، ويرنو ببصره صوب إعادة إعمار ما تهدم، ومداواة الجراح النازفة، ولملمة الصفوف التي عمل الطاغية على تشتيتها بكل ما أوتي من خبث ..  وقبل أن تصمت المدافع يخرج علينا البعض بنداءات  أراها غريبة حول المجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي الذين تحملا طيلة ستة أشهر من الثورة عبء إدارة الأزمة، وتمثيل الشعب الثائر  وإفتكاك الاعتراف والدعم من العالم بشكل استحق إعجاب هذا العالم واحترامه.
ولأني عرفت د. محمود جبريل عن قرب  كخبير في مركزه بالقاهرة ، ثم عقب استدراجه من قبل مؤسسة سيف القذافي في مسرحية الاصلاح التي استقطبت الكثيرين قبل أن يكتشفوا زيفها وكذب أصحابها مثلما حصل مع د. جبريل.
ويشهد الجميع أن د. جبريل ناضل مريراً للنجاة بجلده من هذه المسرحية، حتى حصل على إستقالته.
كما يشهد الجميع أنه طيلة فترة عمله لم ينطق بكلمة تمجيد أو مدح للطاغية أو إبنه .. بل ظل يعمل في إطاره العلمي البحث فنال إحترام الجميع وإن لم يكتب لكل برامجه النجاح.. وقد شكلت محاولاته دليلاً أمام العارفين والباحثين بعلى ن هذا النظام لا يمكن إصلاحه إطلاقاً.
إن هذه الحملة ضد المجلس والمكتب التنفيذي وشخص الدكتور جبريل علاوة على إفتقادها للموضوعية ولحسن التوقيت ، وتهافتها منطقياً وأخلاقياً .. فهي تشي بعقلية لا تختلف عن تلك التي حكمت ليبيا لأربعة عقود.. فلماذا يثور الليبيون ويدفعون عشرات الآلاف من الأرواح الغالية إذا كانوا سيضعون أعناقهم بيد طغاة آخرين سيبدأون في التفاخر علينا بجهودهم ونضالاتهم مثلما فعل الطاغية تماماً.
إن العالم أجمع ينظر إلينا اليوم ليرى كيف نصوغ دولتنا الجديدة .. فلا يجب أن يرى قبل ذلك كيف نواجه جهود رجالنا بالجحود والنكران.. وكيف ننبذ علماءنا بدل أن نكرمهم ونفاخر بهم.
إن استمرار هذا النهج غير العاقل ربما يقودنا إلى تحقيق نبوءة سيف الضلال القذافي في ذلك الخطاب الحقير حين توعدنا بالفرقة والحرب الأهلية والدمار معتقداً أننا لا يوحدنا إلا أبوه المجرم.
عاشت ليبيا حرة .. المجد لشهدائنا الأطهار.